سوق الأسماك في عجمان احترق بنار الغلاء ولم يؤثر في المستهلكين

رغم ارتفاع أسعار المحروقات وأدوات الصيد
سوق الأسماك في عجمان احترق بنار الغلاء ولم يؤثر في المستهلكين

على الرغم من تأثر كافة قطاعات المواد الغذائية والاستهلاكية بموجة الاسعار التي تشهدها دولة الامارات الا ان سوق الاسماك لم يتأثر كثيرا بهذا الارتفاع وبقي محافظا على معدل اسعاره حسبما يؤكد صيادون وتجار بالرغم من ارتفاع اسعار المحروقات وادوات الصيد بمختلف انواعها.

ما يميز سوق الاسماك عن غيره من الاسواق هو ان مؤشر اسعاره مرتبط بموسم الصيد الذي يؤثر في قاعدة العرض والطلب، حيث ان موسم الصيد في هذه الايام يعتبر خصبا اذا ما قورن مع الاشهر القليلة المقبلة التي ستشهد موسما ضعيفا نتيجة هجرة الاسماك الى اعماق البحار وبعدها عن المناطق المخصصة للصيد وذلك مرتبط بالطقس بحيث كلما زاد الجو حرارة قلت كمية الصيد والعكس صحيح، ولذلك فان توفر كميات كبيرة من الاسماك في السوق يؤدي الى زيادة العرض وبقاء الاسعار على حالها.

من جهة اخرى فان انفتاح سوق اسماك عجمان على اسواق دول اخرى مثل عمان وايران وباكستان والهند والعراق واخرى والتي لا تستورد الاسماك من الامارات ادى الى زيادة كمية الاسماك المعروضة في السوق والتي تستورد بسعر اقل نظرا لانخفاض سعر المحروقات في البلاد المصدرة للسمك الامر الذي قيد الصيادين والتجار وجعلهم غير قادرين على التحكم بسعر السمك وبالكميات المعروضة في السوق على الرغم من ارتفاع تكاليف الصيد على الصيادين المحليين.

“الخليج” تجولت في سوق اسماك عجمان والتقت عددا من الصيادين والتجار والباعة الذين اكدوا جميعا عدم ارتفاع اسعار الاسماك بالرغم من تذمر شريحة بسيطة من المستهلكين الذين يرون ان هناك ارتفاعا في اسعار السمك بالرغم من انهم اكدوا ان هذا الارتفاع يعتبر طفيفا اذا ما قورن بنسبة الارتفاعات الاخرى التي شهدتها القطاعات الاخرى في الدولة.

الصياد محمد علي يؤكد من خلال خبرته الطويلة في الصيد ان سوق الاسماك لم يؤثر في الغلاء بل تاثر منه سيما بعد ارتفعت اسعار المحروقات لقوارب الصيد وادوات الصيد في الوقت الذي لا يستطيع فيه الصيادون رفع سعر السمك نظرا للاسباب المذكورة.

ويشير الى ان الايام القادمة لا سيما في فصل الصيف ستشهد ارتفاعا في اسعار كافة انواع السمك وذلك مرتبط بعدم توفر كميات كبيرة من الاسماك التي تهاجر الى اعماق البحر، مؤكدا ان هذا الارتفاع يحصل كل سنة وبشكل دوري وموسمي ولا علاقة له بموجة الغلاء التي تشهدها الامارات في الوقت الحالي.

لكن لا يخفي وجود فروقات في سعر النوع الواحد من السمك وهذا عائد الى طريقة الصيد وفيما اذا كان محليا او مستوردا، فمثلا سعر الكيلو الواحد من سمك الهامور الطازج يختلف عن سعر الكيلو لنفس النوع اذا كان مصطادا في وقت سابق وهذا لا يعتبر غلاء في الاسعار حسبما هو متعارف عليه في السوق، اضافة الى ان سعر كيلو السمك المحلي اعلى من المستورد لان الاخير يصل باسعار اقل الى السوق بسبب رخص تكاليف صيده في البلاد المصدرة.

واعطى الصياد نفسه تسعيرة بيع الاسماك الى تجار التجزئة من الصيادين موضحا ان هناك فروقات بين اسعار السمك المحلي والمستورد والتي ربما تصل الى النصف وكانت على النحو التالي:

سعر المن (المن يساوي 4 كغم) للسمك الشعري 20 درهما في وقت انتعاش السوق فيما المستورد بعشرة دراهم ثم يرتفع المن المحلي الى اربعين درهما وقت جفاف السوق في الاشهر الحارة.

اما سعر المن لسمك الشخيلي فيبلغ 20 درهما والمستورد ب 10 دراهم ثم يتضاعف المحلي ليصل المن بسعر الجملة الى اربعين درهما، فيما يبلغ المن للهامور الان سبعين درهما يرتفع الى 90 في الوقت الذي يباع فيه المستورد ب 50 درهما.

واوضح ان من السمان يباع ب 40 درهما للمن والجيش ب 30 درهما فيما الليما يباع ب 10 دراهم والصافي ب 70 درهما مع العلم ان اسعار المستورد تبلغ نصف السعر الذي يباع به السمك المحلي.

محمد حسين (بائع سمك ) اشار الى ان اسعار السمك لم ترتفع البتة في هذا الموسم مع مراعاة وجود اختلاف في داخل السوق نفسه وذلك عائد الى مدة صيده وفيما اذا كان السمك مستوردا لكن في النهاية بقيت الاسعار على ما هي عليه دائما في سوق اسماك عجمان ان لم نقل هناك نقصان في حالة توفر كميات كبيرة في السوق.

واشار على سبيل المثال إلى ان سعر كيلو الهامور لم يختلف الان عن قبل ثلاث سنوات وكذلك بقية الانواع التي لم تشهد هي الاخرى أي ارتفاع يذكر.

بائع التجزئة ابراهيم ماركار اشار الى ان الاسعار بقيت على حالها ولم يزد درهم على سعرها.

وبين ان سعر المن للسمك الشعري الطازج الذي يصطاد بواسطة الطراد ب 35-40 درهما ومن الهامور الطازج بمائة درهم والباشخيل ب40 درهما موضحا ان هناك اقبالا كبيرا على سوق عجمان من الامارات الاخرى بما فيها ابوظبي لان سوق عجمان يتوفر فيه السمك الطازج بشكل يومي.

ويبين البائع عبد السلام عبد القادر ان سعرالسمك يتضاعف وربما اكثر من الضعف في حالة اصطياده بواسطة اللنش الذي يبقى في البحر مدة ثمانية ايام قبل تفريغ صيده في السوق ويورد على سبيل المثال ان سعر من سمك الصافي الذي يصطاد بواسطة اللنش يباع ب50 درهما بينما يباع المن من النوع نفسه الذي يصطاد بواسطة الطراد (سمك طازج) ب120 درهما مشيرا في ذات الوقت الى ان سعر من الصافي الطازج كان قبل اسبوعين بستين درهما لانه كان متوافرا كثيرا في السوق وهو ما يعزز ان اسعار السمك لا ترتفع او تنخفض بالترابط مع موجة الغلاء الحاصلة الآن في الدولة.

“الخليج” لم تكتف بسؤال الصيادين باعة التجزئة فحسب بل رصدت رأي المستهلكين الذين اكدوا ان اسعار السمك بقيت على حالها ولم ترتفع الا بشكل طفيف لا يكاد يذكر مبررين ذلك بقاعدة العرض والطلب التي تتحكم بالاسعار بشكل اساسي.

اسماعيل علي اكد ان اسعار السمك معقولة وعادية ولم يطرا عليها أي تغيير منذ فترة طويلة وهو ما اكدت عليه مواطنة اخرى بان الاسعار مازالت عادية ومعقولة ولم تتاثر بالغلاء.

لكن فاطمة عودة لها رأي مغاير عن الجميع اذ تقول ان هناك ارتفاعا في اسعار السمك ومن وجهة نظرها فان زيادة درهمين على سعر يعتبر ارتفاعا في السعر.وقالت انها كانت تشتري من السمك الشعري باثنين وعشرين درهما قبل سنة بينما تشتريه اليوم بنحو ثلاثين درهما.

من جانب آخر اشتكى عدد من الصيادين من ارتفاع تكاليف الصيد في الوقت الذي بقيت فيه اسعار السمك على حالها لا سيما بعد ارتفاع المحروقات والمواد الغذائية التي يحتاجونها لرحلاتهم داخل البحر وكذلك ارتفاع اسعار تكاليف ادوات الصيد بكافة انواعها.

ويؤكد الصياد سعيد الطيار الذي له سنوات عديدة في مهنة الصيد انه اضطر مؤخرا الى بيع لنشه الذي اشتراه بنحو خمسمائة الف درهم وباعه بمائة وخمسن الف درهم وأرجع ذلك الى ان مهنة الصيد لم تعد مجدية في ظل غلاء تكاليف الصيد وبقاء اسعار السمك على حالها.

واوضح ان هناك فروقات كبيرة بين سعر لتر المحروقات في الامارات وبين الدول الاخرى مثل قطر وايران وعمان والسعودية التي تشهد سعرا اقل لجالون الديزل الذي يباع حاليا في الامارات ب3.15 درهم في حين يباع في قطر وايران وعمان بدرهمين ونصف وفي السعودية ب 0،75 وفلسا وهو ما ادى الى انخفاض سعر السمك المستورد في السوق الاماراتي

منقول

زائر

مشكوورهـ ..

^^ *^