حين يبدأ موسم الغياب وتكون سحب الفراق فوق أرضي لبدا
حينها لا ادري أشرا أريد بشاعر أم اراد المفارقين له خيرا
قمة البلاغة في منحدر أحزاني
لكِ احترامي
====================
....
بعد سلاما أقرئه الى قريني الذي لا يفتأ يأتيني بخيال وحرف أليم ،
بخير سلاما تمت قراءته على قرين في أرضنا الفانية ..
وبعد ...
كثيرا ما أرجعت البصر مرتين إلى مآقي شاعر
لأفقه لأفواج المدامع قولا
أو أحيط علما بأسباب كآبة كانت على صدري من النازلين
تلك الدمعة الأخيرة ما إن أراها على الخد تنحدر
حتى امسك بناني خيفة مسحها قائلا ( امهلها رويدا )
وبعد استقرارها بمثواها الأخير
يأتيني مسا يعانق لي اوردةً
حتى إني إن نظرت إلى خلف أضلاعي
أرى قلبا تراوده المآسي عن نفسه
ولا املك حينها سوى ان اردد :
لا اظن ان يبيد ذلك الحزن ابدا
وليس حزنا من أمر قد اقترفته يداي
او كنت به على نفسي من المتسببين
فما كنت امرء سوءٍ
ولا كنت في الارض اسعى بغيا
لكنه من أناس
يتربصون بنا شهورا عددا
ولا تمر احرف خير وثناء
حتى يكتبوها لعلها تقربهم إلينا زلفى
وحين إذ نصدق لهم أمرا
ونتخذهم إخوانا واقرب من ذلك كثيرا
ولا يخالط صدورنا هواء حتى يكون طيفهم معه
ولا يمر زفيرا او شهيق مرور الكرام دون ان نكون لهم من الذاكرين
وبعد ان يقضي الزمان سجل عاما او اقل قليلا
يكونوا حينها قد ملكوا من امرنا مايملكون
وحينها ابدأ برسم طريق الرشاد
واهديهم الى خير ماكتب ربي النجدين
وأدعوهم اليه مع مواثيق وعهود ماكنت لها من الناقضين
وهناك حول بيتا قدسه المولى من فوق سبع سموات
اطوف حول الصفا تارة
واذكرهم بدعاء قبل ان اكون لنفسي من الداعين
ولا انفك قائلا ربنا لا تجعل قلوبنا غلفا بعد ان هديتنا
واتربص بنفسي حتى أستأثر بهم بعد حين
ثم .....
يتجلى السراب واقعا جليا
فلا املك من امر نفسي شيئا
سوى ان اكون عن كل شيء من المعتزلين
تلك الحروف التي قربت كثيرين من شاعر
تلك الحروف التي قربت كثيرين من شاعر
منهم من صددناه بالحسنى
ومنهم من يأس من الأمر
قبل ان يكون خلف الاضلاع من الساكنين
إلا أحدا قد قربته فردا
وماكان له من مثنى يلج معه وماكان ينبغي له
فلما نزعت مابيني وبينهم من حجاب
وتجليت لهم بشرا سويا بحروف قد اوضحت لنا امرا
لم يقولوا حينها الا إنا نراك من المحسنين
وما جرموا منا شأنا
وما كان لنا شأنا يجرمونا عليه
الا بقولنا لهم أدخلوا الى الوجدان سالمين
فبأي ذنب استباحوا وجدانا لم يرى معالمه الا قليلا من الناس
ولو رغبنا لجعلنا ملأ الأرض يودون ان تكون لهم تارة كي نقربهم ذراعا
وماقربنا احدا غيرهم ...
وماقربناهم الا بعد ان صدقنا لهم قولا
وأحسنا بهم ظنا حين قالو نحن معك .. إني بك ياشاعر من المستبشرين
وقد أوتيت من سعة الخيال ما تضيق به المشرقين
و ماكان اوسع خيال قد اوتيت به من القوة ان يتبادر الى ذهنه بأن عهودهم ماهي الا ( زخرف القول )
فعلام ذلك...
ولما بعض النفوس ما تزال هكذا ..
إن رأونا قالو نحن معكم ..
وان خلوا الى انفسهم قالو انهم بنا مستهزئين
...
ربي ..
قد دخلت بمدخل صدق
وآويتهم في ركن من القلب قصيا
وما قلت لأحد من قبل منذ ان كنت في المهد صبيا ( هيت لك )
وما كنت لأحد من قبل من الداعين
إن هم إلا قد أتوا بأنفسهم
وذهبوا بأنفسهم ..من بعد ماتبين لهم الرشد من الغي
لكنهم يبغونها عِوجا
فيا ربي اخلفني خيرا
واهدهم ...إنهم كانوا بمقام شاعر لا يعلمون
ولا أفتأ وانا اودع قلمي بآخر قطرة حبر
سوى أن اردد ذكرا
بما قاله سيدنا يعقوب في الغابرين
(( فصبرٌ جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا ))
عسى ...
أن يأتيني بهم اجمعين
ارفوار
=================
الجمعة مايو 02, 2008 12:16 am